Tuesday, April 2, 2019

ما لا تعرفه عن ...الحرب الأهلية الإسبانية في الثلاثينيات من القرن الماضييي؟





الريكولاريس ..دماء سالت من أجل الغرباء...!!

لما مررت بمنطقة لامبيكا قرب ملعب سانية الرمل بمدينة تطوان؛  تذكرت عم والدتي الذي توفي قبل تلاثين سنة ..واخذت احاول تجميع صورته المتشظية في ذاكرتي.. مااذكره عنه انه كان يدخن "تانجرينا " بشراهة  ...وكانت له رجل واحدة اذ فقد رجله الاخرى في الحرب الاهلية الاسبانية، كان يستعمل عكازين في المشي وتجده دائما يلهث وانفاسه متقطعة، اذ ما ان يمشي بضعة امتار حتى يقف ليرتاح قليلا...كما اتذكر حكاياته المتواصلة عن ايام الحرب واهوالها .
اكيد كان هناك الالاف مثله ،الذين شاركوا في تلك الحرب الدامية ، التي دامت تلاث سنوات من يوليوز 1936 الى ابريل 1939 ، وتم فيها تجنيد حوالي مائة و خمسين   الف  مغربي من المناطق التي كانت خاضعة للحماية الاسبانية خاصة سكان جبالة ، والريف ...
من ضمنهم  عشرة الاف طفل تقل اعمارهم عن خمسة عشرة سنة....
 حوالي تلاثة وستون الف   ممن قطعوا الاربعة عشرة  كلم في البحر بالباخرة ، والتحقوا بأرض المعركة   لم يعودوا ثانية  إلى وطنهم ودفنوا هناك أغراب  في مقابر جماعية مجهولة....
حتى الشاعر المسرحي  الإسباني العظيم جارسيا لوركا دفن في مقبرة جماعية بعد إعدامه من طرف قوات فرانكو   بالقرب من غرناطة .ولم يتم اكتشاف رفاته الى الان ، بالرغم  من الابحاث التي تمت رفقة عائلته في المنطقة التي أعدم فيها .وقد وضع له اخيرا تمثال جميل في إحدى ساحات مدريد.
الريكولاريس اوالفيلق الإفريقي  هو الاسم الذي كان يطلق على هؤلاء المغاربة،  الذين  نجح الجنرال فرانكو في تجنيدهم ، عن طريق مجموعة من الوسائل :
-البروباجندة الدينية ..اذ كان يقال  لهم بأنكم  ستذهبون لمحاربة الملاحدة الماركسيين الذين لايؤمنون بالله ويقفون ضد الكنيسة الكاتوليكية  ..وإذا انتصروا في إسبانيا سيأتون للمغرب ويمنعون الصلاة وجميع الشعائر الدينية..
كما كانوا يشيعون بان فرانكو اعتنق الدين الإسلامي  ..وشاهدوه يؤدي مناسك الحج (الحاج فرانكو) !!
-ثم كان هناك الاغراء المادي خصوصا أن التلاثينات عرفت مجاعة وفقر كبيرين ، فكان يؤدى لهم  شهرين من الأجر مسبقا ، زائد  اربعة كيلو سكر، وصفيحتي زيت..
-ثم الترهيب والتخويف لمن رفض الذهاب....
وبوصولهم الى اسبانيا ومشاركتهم في GUERRA CIVIL ..اخذت تتناسل الحكايات والاشاعات عن "المورو" من الطرفين المتحاربين :
من طرف الجمهوريين بقيادة مانويل ازانيا
والوطنيون بقيادة فرانسيسكو فرانكو
الإشاعة هي كون هؤلاء المغاربة همج متوحشون يغتصبون النساء ،يقطعون الرؤوس، يرتكبون المجازر  ولايقيمون وزنا لقواعد الحرب بل لا يعترفون بها .
الجمهوريون يحاولون كسب التابيد الدولي من خلال نشر  هذه الاشاعات والوطنيون يبتغون إرهاب عدوهم وتخويفه ..على اي، هذه الصورة ظلت راسخة في المخيال الشعبي الاسباني وكرستها بعد ذلك معظم الكتابات  عن هذه الفترة .
هذه الحرب كانت بمثابة بروفة للحرب العالمية الثانية اذ ان المانيا هتلر ،وايطاليا موسوليني، وبرتغال سالازار ،كانت كلها تساعد قوات " الكوديو" اي فرانكو.
ألمانيا  استعملت  طيرانها واسلحتها الحديثة  الفتاكة حتى تجربها على أرض  حرب حقيقية لمعرفة مدى نجاعته وقوتها .
بينما الجمهوريون كانوا يلقون الدعم من الاتحاد السوفياتي ومن المكسيك ومن الاف المتطوعين من مختلف دول العالم بما فيهم عدد هام  من  المثقفين الكبار الذين شاركوا في هذه الحرب داعمين للجمهوريين وللشرعية والديمقراطية ...
 وخلفوا  ابداعات مهمة وكبيرة  عن هذه الفترة العصيبة  :
ارنست هيمنغواي الروائي الامريكي الأشهر عمل مراسل صحفي  في هذه الحرب و كتب  روايته " لمن تقرع  الاجراس "
الروائي والمفكر الفرنسي اندريه مالرو كتب رواية" الامل "
الكاتب الانجليزي جورج ارويل كتب  "الحنين الى كاتالونيا "
.........................
أكثر من نصف مليون قتيل ، إضافة الى المعطوبين والجرحى والارامل والأيتام والمهجرين واللاجئين  ... هم ضحايا هذه الحرب البشعة ...التي خلدها بيكاسو في لوحته الرائعة  "جرنيكا "  أشهر لوحات القرن العشرين ، رسمها سنة 1937 بباريس بطلب من حكومة الجمهوريين ، وهي إدانة صارخة لقصف الطيران لمدة ثلات ساعات متواصلة للبلدة الباسكية الصغيرة والذي اسفر عن مقتل ألفي مدني اعزل ..  رضع، نساء، اطفال ،شيوخ ، ....وإدانة شديدة  للعنف الفرانكاوي الفاشي .
تظهر لنا هذه اللوحة التكعيبية المرسومة باللونين الابيض والاسود،  وحشية ثور هائج وذعر شديد لحصان يرمز به الى الشعب، وامهات مطحونات واطفال ميتين .
ستصبح هذه اللوحة بمثابة  إدانة واحتجاج على أهوال الحروب وماسيها في كل مكان  وزمان .
قبل ان اختم هذه التدوينة لابد من الاشارة الى ان الكثير من تفاصيل  هذه الحرب تشبه الى حد المماثلة لما يقع حاليا في بلاد الشام من ماسي مروعة ومن وجود لقوى اجنبية تتصارع فيما بينها ،ومن متطوعين اتوا من  كل بقاع الارض ومن لاجئين ومهجرين ....!!
لنخلص بان الانسان هو الانسان بوحشيته وعنفه وحقده وانتقامه وشره الدفين ..و "جرنيكا " الاسبانية لها الف مثيل  في كل حرب تعلن .

1 comment:

  1. As claimed by Stanford Medical, It's in fact the one and ONLY reason women in this country get to live 10 years longer and weigh on average 19 KG less than us.

    (By the way, it has absoloutely NOTHING to do with genetics or some secret-exercise and really, EVERYTHING to about "how" they eat.)

    P.S, What I said is "HOW", not "WHAT"...

    Tap this link to determine if this brief questionnaire can help you decipher your true weight loss potential

    ReplyDelete